أتراها عثرتْ على نارها؟! لماذا توقفت و اكتفت بهذا القدر!؟
أم أنها قد سئمت نفسها و حركة يديها المستمرة ؟
و لكنها لم تعرف يوماً الهدوء قط! هي كانت قد أبت أن تتوقف عن الحركة في يومٍ ما!
اهتزاز يديها و قدميها يسليها، بل إنه أصبحَ روتيناً سوداوياً لها.
ما عادت تكترث بالتفاصيل و الأشياء المبهجة..
ولا لما يحدث من حولها..
أظنها عاشت كما أرادت في مخيلتها، لم تعد تصدر ازعاجاً، حتى نبرات صوتها المرتفعة الحادة، انخفضت!
لا تسعدها قطعة الحلوى التي لطالما اسعدتها! ولا ذلك البسكويت المليئ بالشوكولاته.
عاشت في ظلامها، و انغمست.
تمكن منها و رافقته، و لُقبت بـ»خائنة الأمل».
زقزقة العصافير اختفت، و صوت القهقهات العالية اختفى، حتى المرآة.. في الثواني الأخيرة كُسرت!
تركت ما أحبت ، مُحَررةً خيوط يدها الداخلية الزرقاء!
تاركةً في دفترها مئة صفحة و واحدة.. اضافتها على الدفتر و قالت: « لم أفهم الحياة جيداً و هي أيضاً لم تفهمني! و لكنها كانت أقوى مني.. استطاعت أن تأخذ ما أحببت.. لم أستطع أن أفعل المثل، و هكذا.. لم أجد حلولاً لمشاكلنا.
توجب أن يبقى واحد منا فقط، لم أعثر على شيءٍ لأتمسك و لأواجه به الحياة! فاستسلمت منصاعةً لقوتها.
كتبت هذه الكلمات في آخر الرسالة، بينما في بدايتها فقد كتبت ما قرأت أنت!